لم تكتمل فرحة عروس في جدة عندما ابتكرت والدتها طريقة جديدة لادخالها الى قاعة العرس فوق ظهر جمل، على الطريقة التقليدية التاريخية القديمة، لتتمكن من خطف انظار الحاضرات وتقديم شيء جديد.
ولكنها فرحة لم تتم، فالجمل لذي لم يعتد على هذا الحضور وأصوات الموسيقي ما ان حط اول اقدامه على طريق دخول قاعة العرس الصاخبة بالموسيقى والفرح حتى هاج وفقدت السيدة التي تقوده من الامام السيطرة عليه وانطلق يجوب قاعة الفرح يمينا ويسارا والعروس فوق ظهره تصرخ وتصيح.
الطريف ان الحاضرات حملن معهن ما خف وزنه وغلا ثمنه من حاجياتهن وهربن للنجاة بأنفسهن من ذلك الجمل الهائج الذي حول العرس الى فيلم رعب خلال بحثه عن طريق للهرب والخروج من القاعة.
ولم تجد الوالدة المبتكرة إلا ان تدعو الجمال وهو صاحب الجمل الذي كان ينتظر بجوار الباب للدخول والتفاهم مع جمله ليهدئ من روعه ويخرجه من قاعة الفرح التي غادرتها جميع الحاضرات متجهات الى منازلهن بعد ان وصفن ما حدث بالمخيف وغير المتوقع.
وتقول احدى الحاضرات «ذهبت لهذه الحفلة التي دعيت لها لأنني علمت انها ستتميز بإعادة طقس من الطقوس الشعبية وإعادة للزمن الماضي من خلال بعض العادات التي تحرص أمهات بعض العرائس على إحيائها». وتستطرد «وعند دخول الجمل وهو يحمل هودجا لزف العروس على الطريقة القديمة لأهالي جدة كانت طريقة جميلة وجذابة، لكنها سرعان ما تحولت إلى خوف وهلع شديد من الحاضرات بعد هيجان الجمل بسبب صرخات الحضور». مشيرة الى انه لولا تدخل صاحب الجمل بشكل سريع لما مر الموقف بسلام.
يذكر أن الغمرة هي تقليد تراثي قديم لأهالي الحجاز والمناطق الجنوبية في السعودية. وتختلف مظاهر الاحتفال بها من مدينه لأخرى، ولكن ما يميزها هو حفلة الحناء وملابس العروس التراثية والتي تختلف من أسرة لأخرى، بل ان بعض الأسر حولتها إلى مظاهر تنافس من خلال ارتداء وتقديم الزفات من كافه الدول الآسيوية والأفريقية للعروس السعودية.
ويقال إن تسميتها بهذا الاسم يرجع إلى أن القدماء كان يغمرون العروس بملابس بحيث لا يشاهدها أيا من زميلاتها أو أقاربها في حفلة الحناء أو قبل الزواج بيوم إلا وهي في أبهى صورة يوم الزفاف.
م/ن.