[size=25]صبآحكم رقيق برقة آروآحكم
ياكل من قيل له أنت جميل ، وياكل من كانت صورتة مقبولة وجماله متواضع
يا من كان يظن أنه لم يتزوج بسبب صورته
يامن تظن أن طلاقها قدحا في جمالها
تعالوا ندندن قليلا حول هذه الكلمة " المظلومة " يوم أن ألبست لباسا غير لباسها .
يردد الكثير من الذكور : أريدها جميلة
وتردد كثير من النساء: أريده جميلا
ولا ضير، فكما قد قيل :
ثلاث يجلبن السرور ، الماء والخضرة والوجه الحسن .
ولكن ..
هل هو حسن في الخلقة ؟ أم حسن يبدو في السريرة ؟
وهل السرور المنشود في قوله " يجلبن السرور " ، هو "
السعادة " أم هو " الرضا وراحة
البال " ؟؟
أسئلة جوابها في نهاية المقال ..
دعوني هنا أقول لكم شيئا :
ألم يحصل أن تزوج " وسيم " ب "جميلة" ولم يسعدا ؟
وفي المقابل ، ألم يجتمع " مقبول " و " مقبولة " واتفقا وسعدا ؟
بلى .. قد شاهدنا وسمعنا نماذج كثيرة من هذا وذاك ، ثم لا يلبث أن يتردد سؤال في القلب بقوة
لماذا لم يجلب الجمال لأولئك " السعادة " ؟ ومالذي جلب السرور وراحة البال والرضا لهؤلاء ؟
أسئلة جوابها في نهاية المقال ..
نعم العين تعشق الصورة ، نعم العين تعشق الرسم الجميل ، لكن ليس شرطا أن تحبها وتتعلق بها
ذلك في ميزان العقلاء من الناس والحكماء ، لا ميزان التسرع والأخذ بالقشور وإهمال الجوهر .
ولنا في نبي الله يوسف أسوة حسنة ،
رآها مجردة من ملابسها ولم يحرك ساكنا وقد ذكر المفسرون من جمالها شيئا كثيرا ، فمالذي منعه أن يقربها؟ ..
خوف الله أولا،
ثم ما راى من قبح جوهرها وداخلها وسواد سريرتها ، فم يعد يرى في صورتها إلا قبحا وإن كانت خلقتها جميلة.
إن ما يدعوا إلى القرب والمحبة وحب المجالسة والأنس بالجليس هو " جمال الداخل " "جمال الروح " ، الجمال
الذي يندفع من الداخل ويؤثر في قسمات الوجه فيشرحها ويريحها ثم يبدوا الوجه جميلا ويكون عنوانا للمحبة.
وعلى العكس ، لو كان الظاهر جميلا والداخل قبيحا فسيندفع سواد القلب ويكسو الوجه سوادا
وعبوسا وكآبة فيكون االوجه عنوانا للبغض والنفرة .
وهذا هو جواب الأسئلة العليا السابقة.
إذا عرفنا ذلك وقررناه ودعونا إليه ، يبقى السؤال الأهم :
ماذا فعلنا لجمال الروح ؟
هل هذبناها بالقرآن وهذبناها بتعاليم الإسلام ؟
إن جمال الروح لن يتأتى إلا بهذا ، فإذا جعلنا الدين هو مهذبنا كان للكلام معنى وللإبتسامة إشراقه
ولوجودنا تأثير وفائدة وفاعلية ، ذاك وربي هو الجمال ذاك وربي هو الجمال وجامع أحلى الخصال.
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقل " فاظفر بذات الدين تربت يداك " إلا لأنه يعلم أن الدين جمال
ويمنح الإنسان نضارة وقبولا عند الناس ..
فالله الله في الدين في كل سلوكياتنا حتى نكون من أهل الجمال الذي يدوم ،
وليس الجمال الذي يتحول إلى تجاعيد بتصاعد السنين وتحول السنين.
همسة :
لا يعني الإهتمام بالداخل إهمال الخارج ولنعط كل ذي حق حقه .
ولا نكن كمن يدرك شيئا وتفوته أشياء.
[/size]